دليل الوقت: المعلومات التي يحتاجها الطرابلسيون للبقاء على قيد الحياة

أصبح الوصول للمعلومات مهماً أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الانهيار المالي في لبنان في عام 2019.

شايا لوغلن

18 نيسان، 2023

لم يعتقد سكان مدينة طرابلس – الذين يعيشون في ثاني أكبر المدن اللبنانية – أنهم سيضطرون في يوم من الأيام للاعتماد كثيراً على جدول مواعيد الكهرباء، وأخبار قطع الطرقات وأسعار صرف العملة المحلية.

فقد أصبح الوصول إلى المعلومات مهماً أكثر من أي وقت مضي منذ بداية الانهيار المالي في لبنان في عام 2019، والذي اعتبره البنك الدولي بأنه الأسوء في العالم منذ خمسينيات القرن الـ19.

وأثّر الانهيار الاقتصادي بشكل خاص على السكان الذين يعيشون في شمال لبنان، حيث يعيش 85 في المائة من العائلات عند خط الفقر. وبينما أصبح تأمين الطعام بالنسبة للكثير من السكان صعباً، فإن الحصول على هاتف أو الوصول إلى الإنترنت أصبح أكثر صعوبة.

وعلى الرغم من الاعتماد الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، إلا أن سكان طرابلس ليس لديهم القدرة على الوصول بشكل متساوٍ إلى مثل هذه المنصات عبر الإنترنت. في الوقع، أصبحت التنقل أكثر تعقيداً بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات بسبب التضخم الكبير وارتفاع أسعار الاتصالات.

يسلط هذا التقرير الضوء على كيفية استخدام اللاجئيين والمجتمعات المضيفة لوسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أخبار أسعار المواد الغذائية والموارد والمعلومات الأساسية.

تطور الحاجة للمعلومات

تغيّرت بشكل كبير حاجة سكان طرابلس للمعلومات منذ عام 2019. وقد أطلق على طرابلس، الواقعة في شمال لبنان، لقب “عروس الثورة“، عندما اندلعت الاحتجاجات في جميع مدن لبنان ضد الفساد والطبقة السياسية الحاكمة. ويأتي استياء سكان طرابلس نتيجة انتشار الفقر، وإهمال الدولة للمدينة بسبب المحسوبية والنظام السياسي الطائفي.

وفي غضون ثلاث سنوات، تدهور الوضع الاقتصادي في شمال البلاد بشكل سريع، وأصبحت الحياة اليومية لسكان طرابلس يسودها قطع الطرق، والاعتماد بشكل كبير على سعر صرف الليرة اللبنانية التي كانت مرتبطة بالدولار الأميركي، كما أصبح معرفة الطرق المغلقة وقيمة العلمة المحلية أمراً حيوياً مرتبط بالفروقات الطبقية.

البقاء على معرفة بالمعلومات

يعتبر السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في لبنان متقلباً، ما يجعل الحصول على أحدث المعلومات أمر بالغ الأهمية. فقد حاولنا خلال بحثنا الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها اللاجئون والمجتمعات المضيفة، حيثُ شاركنا سكان طرابلس المعلومات التي يحتاجون الوصول إليها.

واعتمد البحث على 460 دراسة استقصائية في مدينة طرابلس + خمسة مناطق (طرابلس، المنية، الضنية، زغرتا، بشري، الكورة)، بالإضافة إلى ثماني نقاشات مع مجموعات ركّزت على اللاجئين والمجتمعات اللبنانية في ظروف سكن مختلفة.

وقال سكان طرابلس، بغض النظر عن الجنسية والوضع الاجتماعي والاقتصادي، بإنهم يحتاجون إلى أخبار محدّثة يومياً بشأن سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، والذي يتغير يومياً (وكل ساعة) منذ بداية الأزمة المالية. وعلاوة على ذلك، أفاد السكان بأنهم يحتاجون إلى معلومات حول الطرق المقطوعة بسبب الاحتجاجات المنتظمة التي عادت بسبب تدهور الظروف المعيشية.

الوصول غير المتكافئ

يستخدم مختلف سكان طرابلس وسائل متعددة للبقاء على اطلاع بالمعلومات، وغالباً ما يكون سهلاً بالنسبة لأولئك المتعلمين الذين يستطيعون تحمل تكلفة الاتصال بالإنترنت، ولديهم القدرة على تصفية الحجم الهائل من المعلومات والأخبار المزيفة من أجل الوصول للأخبار الصحيحة.

ومع ذلك، يواجه سكان طرابلس في أحياء المجتمعات الاقتصادية الفقيرة صعوبة بشأن معرفة عودة الكهرباء، أو ما إذا كانت المياه ستعود مرة أخرى، وما إذا كان سيتواجد الخبز في الأفران. ومع استمرار انهيار الدولة اللبنانية، فإنه يجب عليهم معرفة كيفية الوصول إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة عادة، مثل الماء والكهرباء. وعندما لا تكون هناك طريقة للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت من خلال شبكاتهم الاجتماعية، فإن السكان الأكثر فقراً يحاولون الوصول إليها بطرق مباشرة، مثل المدارس والمستشفيات، على سبيل المثال لا الحصر.

من ناحية أخرى، أفاد سكان لبنانيون من أحياء اجتماعية واقتصادية أرقى مادياً أنهم يريدون أنواعاً مختلفة من المعلومات، حيث يريد الرجال معرفة المزيد من الأخبار السياسية، بينما تبحث النساء عن المزيد من المعلومات المرتبطة بالتسّوق. وأظهرت البيانات النوعية لهذه الدراسة أن إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى الطرق المقطوعة بسبب الاحتجاجات قد أثّرت بشكل كبير على الأطفال، وشكل انقطاع التيار الكهرباء – الذي يزداد في المنازل التي لا تملك اشتراكاً في المولدات الخاصة – صعوبة على وصول الأطفال إلى مناهجهم الدراسية على الإنترنت، مما أثر على تعليمهم في النهاية.

تكافح المجتمعات الفقيرة للبقاء على معرفة بآخر التطورات في ظل التدهور السريع للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. أما بالنسبة للكثيرين من سكان طرابلس، فقد أصبح الوصول للمعلومات ترفاً في وقت يعتبر فيه حقاً من حقوق الإنسان.

تم نشر هذه الدراسة بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يمكنكم الاطلاع عليها عبر الضغط هنا.

تطور الحاجة للمعلومات

تغيّرت بشكل كبير حاجة سكان طرابلس للمعلومات منذ عام 2019. وقد أطلق على طرابلس، الواقعة في شمال لبنان، لقب “عروس الثورة“، عندما اندلعت الاحتجاجات في جميع مدن لبنان ضد الفساد والطبقة السياسية الحاكمة. ويأتي استياء سكان طرابلس نتيجة انتشار الفقر، وإهمال الدولة للمدينة بسبب المحسوبية والنظام السياسي الطائفي.

وفي غضون ثلاث سنوات، تدهور الوضع الاقتصادي في شمال البلاد بشكل سريع، وأصبحت الحياة اليومية لسكان طرابلس يسودها قطع الطرق، والاعتماد بشكل كبير على سعر صرف الليرة اللبنانية التي كانت مرتبطة بالدولار الأميركي، كما أصبح معرفة الطرق المغلقة وقيمة العلمة المحلية أمراً حيوياً مرتبط بالفروقات الطبقية.

البقاء على معرفة بالمعلومات

يعتبر السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في لبنان متقلباً، ما يجعل الحصول على أحدث المعلومات أمر بالغ الأهمية. فقد حاولنا خلال بحثنا الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها اللاجئون والمجتمعات المضيفة، حيثُ شاركنا سكان طرابلس المعلومات التي يحتاجون الوصول إليها.

واعتمد البحث على 460 دراسة استقصائية في مدينة طرابلس + خمسة مناطق (طرابلس، المنية، الضنية، زغرتا، بشري، الكورة)، بالإضافة إلى ثماني نقاشات مع مجموعات ركّزت على اللاجئين والمجتمعات اللبنانية في ظروف سكن مختلفة.

وقال سكان طرابلس، بغض النظر عن الجنسية والوضع الاجتماعي والاقتصادي، بإنهم يحتاجون إلى أخبار محدّثة يومياً بشأن سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، والذي يتغير يومياً (وكل ساعة) منذ بداية الأزمة المالية. وعلاوة على ذلك، أفاد السكان بأنهم يحتاجون إلى معلومات حول الطرق المقطوعة بسبب الاحتجاجات المنتظمة التي عادت بسبب تدهور الظروف المعيشية.

الوصول غير المتكافئ

يستخدم مختلف سكان طرابلس وسائل متعددة للبقاء على اطلاع بالمعلومات، وغالباً ما يكون سهلاً بالنسبة لأولئك المتعلمين الذين يستطيعون تحمل تكلفة الاتصال بالإنترنت، ولديهم القدرة على تصفية الحجم الهائل من المعلومات والأخبار المزيفة من أجل الوصول للأخبار الصحيحة.

ومع ذلك، يواجه سكان طرابلس في أحياء المجتمعات الاقتصادية الفقيرة صعوبة بشأن معرفة عودة الكهرباء، أو ما إذا كانت المياه ستعود مرة أخرى، وما إذا كان سيتواجد الخبز في الأفران. ومع استمرار انهيار الدولة اللبنانية، فإنه يجب عليهم معرفة كيفية الوصول إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة عادة، مثل الماء والكهرباء. وعندما لا تكون هناك طريقة للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت من خلال شبكاتهم الاجتماعية، فإن السكان الأكثر فقراً يحاولون الوصول إليها بطرق مباشرة، مثل المدارس والمستشفيات، على سبيل المثال لا الحصر.

من ناحية أخرى، أفاد سكان لبنانيون من أحياء اجتماعية واقتصادية أرقى مادياً أنهم يريدون أنواعاً مختلفة من المعلومات، حيث يريد الرجال معرفة المزيد من الأخبار السياسية، بينما تبحث النساء عن المزيد من المعلومات المرتبطة بالتسّوق. وأظهرت البيانات النوعية لهذه الدراسة أن إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى الطرق المقطوعة بسبب الاحتجاجات قد أثّرت بشكل كبير على الأطفال، وشكل انقطاع التيار الكهرباء – الذي يزداد في المنازل التي لا تملك اشتراكاً في المولدات الخاصة – صعوبة على وصول الأطفال إلى مناهجهم الدراسية على الإنترنت، مما أثر على تعليمهم في النهاية.

تكافح المجتمعات الفقيرة للبقاء على معرفة بآخر التطورات في ظل التدهور السريع للوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. أما بالنسبة للكثيرين من سكان طرابلس، فقد أصبح الوصول للمعلومات ترفاً في وقت يعتبر فيه حقاً من حقوق الإنسان.

تم نشر هذه الدراسة بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، يمكنكم الاطلاع عليها عبر الضغط هنا.

المواضيع ذات الصلة