التزاحم على الطاقة الشمسية: مخاوف السلامة والبيئة تلوح في الأفق حول الطاقة المتجددة·

ألقى الافتقار إلى التنظيم وإعادة التدوير بظلاله على آفاق الطاقة الشمسية في لبنان.

كونور كانسو

19 آب، 2022

قام العديد من الأشخاص بتركيب ألواح شمسية على أسطح منازلهم للتعامل مع انقطاع التيار الكهربائي في الوقت الذي تكافح فيه الدولة اللبنانية المنهارة لتوفير أكثر من ساعة من الكهرباء يومياً، وسيؤدي هذا التحول إلى الطاقة الكهروضوئية المتجددة (PV) إلى جذب انتباه العديد من دعاة حماية البيئة، لكن الخبراء يحذرون من مخاوف تتعلق بالسلامة وكارثة بيئية تلوح في الأفق.

كانت هناك تقارير في الآونة الأخيرة تتحدث عن حرائق وانفجارات بطاريات بسبب خلل في منشآت النظام الشمسي، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد اندلع حريق على سطح منزل سكني في بلدة بشامون، بالإضافة إلى ذلك تحتوي البطاريات والألواح الشمسية على مواد سامة ومعادن ثقيلة، والتي يمكن أن تتدفق إلى التربة والمياه الجوفية إذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح. 

اختصار الطريق

كانت هناك تقارير في الآونة الأخيرة تتحدث عن حرائق وانفجارات بطاريات بسبب خلل في منشآت النظام الشمسي، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد اندلع حريق على سطح منزل سكني في بلدة بشامون، بالإضافة إلى ذلك تحتوي البطاريات والألواح الشمسية على مواد سامة ومعادن ثقيلة، والتي يمكن أن تتدفق إلى التربة والمياه الجوفية إذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح. 

فقد ارتفع الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية عندما رفعت الحكومة اللبنانية فجأة الدعم الحكومي عن مادة الديزل التي تستخدمها مولدات الطاقة الخاصة، والتي تعتمد معظم البلاد عليها في الكهرباء، وذلك في إطار التدافع لتلبية الزيادة في الطلب على الطاقة الشمسية، في الوقت الذي يفتقر الخبراء والفنيون للخبرة والتفاصيل الخاصة بالسوق.

تقول عبيد: “بدأ الجميع بالتحول إلى الطاقة الشمسية”، وأضافت “ربما يبيع السوبر ماركت في منطقتك الألواح الشمسية، والذي يأتي مع القليل من بناء القدرات، في حين أن العديد من هذه الأنظمة لا تفي بالحد الأدنى من معايير السلامة”، حيث هناك عاملان رئيسيان يؤثران على سلامة أنظمة الألواح الشمسية وهما: الأجهزة غير الصحيحة والتركيب غير السليم.

 

تتعلق الأجهزة غير الملائمة باستخدام مواد منخفضة الجودة في البطاريات والمحولات، وهناك مجموعة واسعة من المنتجات والأسعار في السوق. ومع ذلك، فإن معظم المستخدمين النهائيين فقط يقارنون الأسعار ويتجهون إلى الخيار الأرخص دون معرفة حقيقة ما يشترونه، ووفقاً لعبيد فإن تركيب نظام الألواح الشمسية 5 أمبير يمكن أن يكلف ما بين 2000 و7000 دولار أميركي.

زوايا القطع
قالت مستشارة سياسات الطاقة جيسيكا عبيد: “لبنان عبارة عن مكب نفايات للمنتجات الشمسية الكهروضوئية منخفضة الجودة بسبب نقص الوعي والتنظيم”، وغالباً ما لا يسمح باستخدام الألواح الشمسية في لبنان كما في البلدان الأخرى لأنها لا تلبي معايير الجودة.
 

ومن المفارقات أن العديد من حرائق النظام الشمسي الأخيرة كانت بسبب ارتفاع درجة حرارة الشمس في الصيف، والتثبيت غير الصحيح بسبب نقص الخبرة الفنية، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع حرارة الشمس في الأنظمة الكهروضوئية التي تمت معايرتها بشكل غير صحيح إلى زيادة الجهد والحرارة.

يقول أمين: “إننا نشهد الكثير من الأنظمة حيث يكون الحد الأقصى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الفنيين يقومون بتركيب 10 لوحات بدلاً عن 12 لوحاً لأنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الحد”، إذ إنه يمكن للجهد العالي أن يثقل كاهل حتى أفضل المحولات الموجودة في السوق مما يتسبب في حرائق كهربائية، وحتى انفجارات، وقد لا تتمكن الهياكل المعيبة من تحمل الرياح القوية في الشتاء.

قد تفشل الأنظمة الشمسية أيضاً بسبب نوع البطاريات المستخدمة، حيث لا يتم بناء بطاريات حمض الرصاص منخفضة التكلفة لدورات الشحن والتفريغ الثقيلة التي تأتي مع أنظمة الألواح الشمسية، في حين أن مثل هذه البطاريات قد تكون حل أفضل قصير المدى لنقص الكهرباء المنهك، إلا أن عمرها الافتراضي قصير بسبب الضرر الشديد الذي تتعرض له من دورة الشحن، حيث سيؤدي إلى انخفاض فترة صلاحيتها بشكل كبير مما يؤدي إلى أزمة نفايات خطرة تلوح في الأفق.

 

 

شاحنات محملة بالنفايات

فقد ارتفع الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية عندما رفعت الحكومة اللبنانية فجأة الدعم الحكومي عن مادة الديزل التي تستخدمها مولدات الطاقة الخاصة، والتي تعتمد معظم البلاد عليها في الكهرباء، وذلك في إطار التدافع لتلبية الزيادة في الطلب على الطاقة الشمسية، في الوقت الذي يفتقر الخبراء والفنيون للخبرة والتفاصيل الخاصة بالسوق. 

تحتوي الألواح الشمسية والبطاريات على معادن ثقيلة مثل الرصاص والفضة والكادميوم والسيلينيوم، والتي تصنف على أنها خطرة. على هذا النحو، فإن التخلص منها يتطلب مكبات خاصة للنفايات مع ضمانات إضافية ضد التسريب لتجنّب تلوث التربة والمياه الجوفية، والأفضل من ذلك أنها تتطلب برنامج إعادة تدوير لاستعادة المواد القيمة، مع أخذ العلم أن لبنان يفتقر لكل ذلك.

يكافح قطاع النفايات الصلبة في البلاد بالفعل للتعامل مع النفايات السكنية والصناعية، حيث يوجد فائض في مكبات النفايات الرسمية، مع أخذ العلم أنه يوجد في لبنان الكثير من المكبات غير الرسمية، إذ إنه يتم التخلص من 29% من النفايات بشكل غير رسمي.  

عادة ما يصبح التخلص من التكنولوجيا الكهروضوئية أو إعادة تدويرها مشكلة بعد سنوات عديدة، ويمكن أن تستمر بطارية الليثيوم لمدة تصل إلى 10 سنوات بينما يتم منح الألواح الشمسية فترة زمنية لـ30 عاماً، ولكن يمكن أن تعمل لفترة أطول من ذلك.

ومع ذلك، فإن أزمة النفايات الكهروضوئية في لبنان باتت على الأبواب، بالنظر لاستخدام بطاريات الرصاص الحمضية، والتركيب غير المناسب للألواح الشمسية، وحتى إطلاق النار الاحتفالي، فقد أبلغ سكان سهل البقاع عن أضرار لحقت بألواح أسطح منازلهم بعد نوبات من إطلاق الرصاص في الاحتفالات.  

تقول عبيد إن: “البطاريات لها مواصفات مختلفة ومتنوعة”، وتضيف “تتمتع بطاريات الأحماض والجيل الجديد بعمر أقصر بكثير من عمر بطاريات الليثيوم، وسيستمر هذا لبضعة أشهر أو سنوات فقط، ثم ينتهي الأمر بإلقائها في حاوية النفايات”.

 

أدنى مجال للشك

تقول عبيد: “بدأ الجميع بالتحول إلى الطاقة الشمسية”، وأضافت “ربما يبيع السوبر ماركت في منطقتك الألواح الشمسية، والذي يأتي مع القليل من بناء القدرات، في حين أن العديد من هذه الأنظمة لا تفي بالحد الأدنى من معايير السلامة”، حيث هناك عاملان رئيسيان يؤثران على سلامة أنظمة الألواح الشمسية وهما: الأجهزة غير الصحيحة والتركيب غير السليم. 

تتعلق الأجهزة غير الملائمة باستخدام مواد منخفضة الجودة في البطاريات والمحولات، وهناك مجموعة واسعة من المنتجات والأسعار في السوق. ومع ذلك، فإن معظم المستخدمين النهائيين فقط يقارنون الأسعار ويتجهون إلى الخيار الأرخص دون معرفة حقيقة ما يشترونه، ووفقاً لعبيد فإن تركيب نظام الألواح الشمسية 5 أمبير يمكن أن يكلف ما بين 2000 و7000 دولار أميركي. 

وكما هو الحال، لا توجد عملية اعتماد مطلوبة لشركات الطاقة الشمسية الكهروضوئية العاملة في لبنان، كما لا توجد سلطة تنظيمية للتصديق على أنظمة الطاقة الشمسية قبل استخدامها، في حين أنه في بلدان أخرى يجب أن تكون شركات النظام الشمسي معتمدة ولديها ترخيص للعمل، بينما لا يطلب لبنان أي ذلك، ولا يمكن توقع أن يفهم المستخدمون في لبنان تعقيدات الهندسة الكهربائية، ومع عدم وجود حالة عاملة أو حماية للمستهلك أو لوائح قطاعية معمول بها، فقد يتعرضون لعدد من خيبات الأمل.

يقول المهندس الكهربائي والخبير في الطاقة المتجددة جيل أمين: “يمكنك شراء أفضل الألواح الشمسية والمحولات والبطاريات في السوق”، ويضيف “ولكن إذا لم تقم بتهيئتها وبرمجتها جيداً، فإن النظام سيفشل في النهاية”. 

 

 

 

مشروع قانون

إذا كان لدى لبنان شبكة طاقة موثوقة وعاملة فإن السكان لن يضطروا إلى القلق بشأن تخزين الكهرباء، وحتى أنهم يمكنهم بيع الكهرباء الزائدة إلى مؤسسة كهرباء لبنان عند الحديث عن آلية القياس الصافي وبيع الكهرباء الزائدة إلى الشبكة.

ومن المفارقات أن العديد من حرائق النظام الشمسي الأخيرة كانت بسبب ارتفاع درجة حرارة الشمس في الصيف، والتثبيت غير الصحيح بسبب نقص الخبرة الفنية، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع حرارة الشمس في الأنظمة الكهروضوئية التي تمت معايرتها بشكل غير صحيح إلى زيادة الجهد والحرارة. 

 

يقول أمين: “إننا نشهد الكثير من الأنظمة حيث يكون الحد الأقصى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الفنيين يقومون بتركيب 10 لوحات بدلاً عن 12 لوحاً لأنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الحد”، إذ إنه يمكن للجهد العالي أن يثقل كاهل حتى أفضل المحولات الموجودة في السوق مما يتسبب في حرائق كهربائية، وحتى انفجارات، وقد لا تتمكن الهياكل المعيبة من تحمل الرياح القوية في الشتاء. 

قد تفشل الأنظمة الشمسية أيضاً بسبب نوع البطاريات المستخدمة، حيث لا يتم بناء بطاريات حمض الرصاص منخفضة التكلفة لدورات الشحن والتفريغ الثقيلة التي تأتي مع أنظمة الألواح الشمسية، في حين أن مثل هذه البطاريات قد تكون حل أفضل قصير المدى لنقص الكهرباء المنهك، إلا أن عمرها الافتراضي قصير بسبب الضرر الشديد الذي تتعرض له من دورة الشحن، حيث سيؤدي إلى انخفاض فترة صلاحيتها بشكل كبير مما يؤدي إلى أزمة نفايات خطرة تلوح في الأفق. 

شاحنات محملة بالنفايات
يتمتع لبنان بشروط رئيسية لاستخدام الطاقة الشمسية مع 300 يوم من أشعة الشمس في السنة، ومع ذلك، إذا كانت الألواح الشمسية ستصبح أساسية في تلبية احتياجات الكهرباء المستقبلية في البلاد، فيجب أن تتصالح مع الأنماط المناسبة للتخلص من النفايات.

تحتوي الألواح الشمسية والبطاريات على معادن ثقيلة مثل الرصاص والفضة والكادميوم والسيلينيوم، والتي تصنف على أنها خطرة. على هذا النحو، فإن التخلص منها يتطلب مكبات خاصة للنفايات مع ضمانات إضافية ضد التسريب لتجنّب تلوث التربة والمياه الجوفية، والأفضل من ذلك أنها تتطلب برنامج إعادة تدوير لاستعادة المواد القيمة، مع أخذ العلم أن لبنان يفتقر لكل ذلك.
يكافح قطاع النفايات الصلبة في البلاد بالفعل للتعامل مع النفايات السكنية والصناعية، حيث يوجد فائض في مكبات النفايات الرسمية، مع أخذ العلم أنه يوجد في لبنان الكثير من المكبات غير الرسمية، إذ إنه يتم التخلص من 29% من النفايات بشكل غير رسمي.

عادة ما يصبح التخلص من التكنولوجيا الكهروضوئية أو إعادة تدويرها مشكلة بعد سنوات عديدة، ويمكن أن تستمر بطارية الليثيوم لمدة تصل إلى 10 سنوات بينما يتم منح الألواح الشمسية فترة زمنية لـ30 عاماً، ولكن يمكن أن تعمل لفترة أطول من ذلك.
ومع ذلك، فإن أزمة النفايات الكهروضوئية في لبنان باتت على الأبواب، بالنظر لاستخدام بطاريات الرصاص الحمضية، والتركيب غير المناسب للألواح الشمسية، وحتى إطلاق النار الاحتفالي، فقد أبلغ سكان سهل البقاع عن أضرار لحقت بألواح أسطح منازلهم بعد نوبات من إطلاق الرصاص في الاحتفالات.

تقول عبيد إن: “البطاريات لها مواصفات مختلفة ومتنوعة”، وتضيف “تتمتع بطاريات الأحماض والجيل الجديد بعمر أقصر بكثير من عمر بطاريات الليثيوم، وسيستمر هذا لبضعة أشهر أو سنوات فقط، ثم ينتهي الأمر بإلقائها في حاوية النفايات”.
أدنى مجال للشك

كما أنه هناك خطورة من أن يفقد الناس الثقة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسبب استخدام مواد خاطئة أو تركيبات معيبة، ولكن عند دفع 0.06 دولار أميركي لكل كيلوواط/ساعة مقارنة بحوالي 0.44 دولار أميركي لكل كيلوواط/ساعة عند توليدها بواسطة مولدات الديزل الخاصة، فإنها تظل أرخص مصدر للطاقة على المدى الطويل مما يشير إلى مستقبل عظيم للطاقة في لبنان.
ويمكن للأشخاص الذين يرغبون في تركيب أنظمة شمسية استخدام قائمة المركز اللبناني لحفظ الطاقة، فقد ظهرت ثلاث شركات فقط في بيروت اعتباراً من أغسطس (آب) 2022، ووفقاً لأمين هناك معيار جودة لاستيراد المواد الكهروضوئية الشمسية، حيث يمكن لموظفي الجمارك اختبار أي معدات كهروضوئية واردة من قبل المعهد اللبناني للبحوث الصناعية لضمان استيفائها المعايير المطلوبة، ومع ذلك، من غير الواضح عدد المرات التي يتم فيها إجراء مثل هذه الاختبارات بالفعل.
 

 

[1] Wannous, The 961, 2022, “Solar Panels Burned Up In Bchamoun Causing Panic Among Lebanese,” Online at: https://www.the961.com/burning-of-solar-panels-in-bchamoun

[2] Boswall, Heinrich Boel Stiftung, 2019,” Lebanon: the state of waste”, Online at: https://lb.boell.org/sites/default/files/2019-12/lebanon_the_state_of_waste_1.pdf

[3] Shoukini, The 961, 2022, “This Is How The Lebanese Are Reacting To The Aftermath Of The Brevet Results,” Online at: https://www.the961.com/lebanese-reacting-to-brevet-results/

[4] Heinrich Boll Stiftung, 2019, ”Renewable Energy in Lebanon: Can the Country Embrace its Resources Sustainably?,” Online at: https://lb.boell.org/en/2019/03/01/renewable-energy-lebanon-can-country-embrace-its-resources-sustainably

[5] Chaccour, The 961, “Lebanon’s Energy Ministry Just Set New Prices For Private Generators,” Online at: https://www.the961.com/lebanon-new-prices-for-private-generators/

[6] Lebanese Center for Energy Conservation, 2022, ” List of Qualified Solar PV Companies,” Online at: https://www.lcec.org.lb/sites/default/files/2022-08/BDH_List%20of%20Qualified%20Solar%20PV%20Companies_20220805.pdf

المواضيع ذات الصلة