“سوريا آمنة. أيها اللاجئون، عودوا إلى دياركم”
لقد كانت مجموعة متزايدة باستمرار من البلدان تغني هذا “الموّال” منذ عام 2019، عندما كانت الدنمارك أول دولة تعلن أن دمشق لم تعد خطرة وبات بإمكان اللاجئين السوريين من العاصمة العودة إليها بأمان. أمّا خبراء حقوق الإنسان و المنظمات غير الحكومية فقد اختلفوا مع هذا الرأي، مشيرين إلى أن قدرة نظام الأسد على القمع والعنف بقيت آنذاك، وحتى محكمة العدل الأوروبية اعتبرت أن قانون الاتحاد الأوروبي يحظر تحديد جزء فقط من الأراضي على أنه آمن للعودة. ومع ذلك، أصبح مفهوم “سلامة” سوريا مجرد وهم سهل المنال انتشر في دول أوروبية أخرى وحكومات الشرق الأوسط على حد سواء لتبرير جهودها لطرد اللاجئين. ولتحقيق هذه الغاية أصبح الكثيرون أكثر انفتاحاً على تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
ثم في أعقاب السقوط غير المتوقع للرئيس بشار الأسد في كانون الأول 2024 غيرت الحكومات الغربية موقفها مرة أخرى، وهذه المرة إعلنت سوريا آمنة لأنها كانت خالية من حكمه. ومع بدء تخفيف العقوبات مؤخراً، كذلك بدأ انحسار القيود المفروضة على العودة الجماعية. إلا أن اقتصار النقاش على العقوبات يتجاهل الأوضاع المتقلبة وغير المستقرة في سوريا التي نشأت بعد سقوط الأسد، مثل المجازر في منطقة الساحل التي استهدفت العلويين والعنف الطائفي في المجتمعات الدرزية، وأخيراً تفجير انتحاري في كنيسة على مشارف دمشق، كما ما يزال القصف الإسرائيلي مستمراً. بالتالي فإن هذه الظروف تثير شكوكاً كبيرة حول إمكانية العودة الآمنة الطوعية والكريمة – وهي المكونات التي تعتبرها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحد الأدنى من المتطلبات لأي برنامج لعودة اللاجئين.