لطالما كانت أحد محاور الجهود الغربية لدرء حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان بالضغط أن تستبدل القوات المسلحة اللبنانية عناصر حزب الله على طول الحدود الجنوبية للبلاد. ثم بعد أن نفذت إيران، راعية حزب الله، هجمات مباشرة بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد إسرائيل الشهر الماضي، أصبح عبء تهدئة الحدود الجنوبية للبنان ومنع الصراع الإقليمي أكثر إلحاحاً اليوم.
ومع ذلك، فما يزال النهج الغربي، بقيادة واشنطن، تجاه السلام غير جدّي. فإن واشنطن والغرب يدركان جيداً أنه دون حل سياسي إقليمي فإن آخر ما سيفعله حزب الله هو التنازل ولو عن شبر واحد من معقله الجنوبي. لكن ما لا يقدّره الفاعلون الدوليون أن تمويل الجيش اللبناني دون إصلاح حقيقي له يخاطر بإدامة الثنائية العسكرية في لبنان، وأن يستمرّ الجناح العسكري لحزب الله بالعمل بشكل مستقل عن الجيش الوطني.
فقد أدى التضخم المؤسساتي والاتهامات بالكسب غير المشروع والاقتتال السياسي إلى جعل الجيش اللبناني عاجزاً وظيفياً إلى حد كبير، وليس لدى الجيش اليوم القدرة على حماية لبنان، ناهيك عن تأمين واحدة من أكثر الحدود اضطراباً في العالم، في جنوب البلاد.
على الدول الغربية أن تضغط من أجل الإصلاحات اللازمة لجعل الجيش اللبناني مؤسسة أمنية وطنية قابلة للاستمرارية بدلاً من دفع الجيش إلى تولي مهام ليس لديه القدرة على إنجازها. ولهؤلاء القدرة النفوذ لتحقيق هذا الهدف. فباعتبارها أكبر جهة مانحة دولية للجيش اللبناني، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات المالية منذ عام 2006، وكذلك معظم طائرات الجيش ومركباته ومعداته العسكرية.