لن يتفاجأ أحد إطلاقاً لحظة حصول الأحزاب السياسية التقليدية اللبنانية على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية، لكن من أين يمكن أن تأتي المفاجأة عندما تكون هذه الأحزاب قائمة عليها بالذات؟ حيث أوجدت وعدّلت ووافقت على القانون الانتخابي الحالي الذي يخدم مصالحها المطلقة.
كان “التصويت على بياض” علامة احتجاج ضد الطبقة السياسية خلال الانتخابات قبل عام 2008 حينما لم يكن هذا القانون سارياً، ليصبح الآن أداة للطبقة السياسية التي لن ترضى بغيرها لتولي البلاد، حيث يعتبر التصويت على بياض الآن صحيحاً، ويتم احتسابه من بين العدد الإجمالي للأصوات وفقاً لقانون الانتخابات الحالي.
ومن هذا المنطلق تحظى الأحزاب السياسية التقليدية مجتمعة بفرصة أكبر للفوز بأغلبية المقاعد في معظم الدوائر بسبب كتلتها وقوائمها وتحالفاتها، ومن المتوقع أن تحصل المعارضة على عدد أقل من الأصوات بسبب تشتت قوائمها.
يتم التصويت بناء على والوعي والمسؤولية والضمير، ليصوت الجميع كما يحلو لهم، لكن أولئك الذين يرون أن أياً من قوائم المرشحين لا تمثلهم فليحذروا من التصويت على بياض.